في الحديث القدسي قال الله جل وعلا : أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله ، وإن ظن شرا فله
إن الخلل ينشأ من الانسان ، حيث إن الله عزوجل هو الذي يدبر لكل انسان المكان والحال والوضع الذي يناسبه ويصلح حاله ويقوده الى الهداية والفلاح ولن يناسبه وضع أخر او بيئة أخرى إلا ماختاره الله له ، لكن من الناس من يجعل هذه النعمة طريق للوصول إلى الله عزوجل وإلى السعادة الحقيقية ومنهم من يحول هذه النعمة إلى نقمة بصرفها فيما لا يحب الله ويرضاه
الراوي: واثلة المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/215
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
لو تأملنا هذا الحديث الشريف لوجدنا انه يحمل معاني عظيمة
أولا : لابد لنا من اليقين الجازم ان أي أمر من أمورنا - مهما دق او جل او مهما ظهر او خفي - فإنه لن يكون إلا بإذن الله الواحد الأحد ، سواء كان هذا الأمر محببا إلينا وفاتنا أو مكروها وحدث لنا وهذا اليقين تصديقا لقول ربنا جل وعلا ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ ) وقوله تعالى ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ ) وغيرها من الآيات
ثانيا : طالما أن الله عزوجل قد أذن بوقوع ذلك الامر - سواء فوات محبوب او حصول مالا نرغب فيه - فمؤكد وبدون أدنى شك يحمل في خفاياه خيرا عظيما ومصلحة كبيرة وحكمة جليلة لايعلمها إلا الحكيم العليم وإن لم نعلم نحن ذلك الخير وتلك المصلحة والحكمة
وقد نتسائل: لماذا نقول كيف يكون خيرا ونحن نجهل الحكمة ؟
الجواب بكل بساطة :
- لأن الله عزوجل هو الحكيم العليم الخبير اللطيف بعباده يعلم مايصلحهم ويقيم شؤونهم قال تعالى ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)
- إن الله عزوجل هو الغني سبحانه وتعالى ونحن جميعا فقراء محتاجون إليه إلا أنه لا يريد لعباده الشر ولا يرضى لهم الكفر بل يريد الخير والهداية لهم ويرضى لهم شكره على هذا الفضل العظيم ( إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ )
فمن أين ينشأ الخلل إذاً ؟
إن الخلل ينشأ من الانسان ، حيث إن الله عزوجل هو الذي يدبر لكل انسان المكان والحال والوضع الذي يناسبه ويصلح حاله ويقوده الى الهداية والفلاح ولن يناسبه وضع أخر او بيئة أخرى إلا ماختاره الله له ، لكن من الناس من يجعل هذه النعمة طريق للوصول إلى الله عزوجل وإلى السعادة الحقيقية ومنهم من يحول هذه النعمة إلى نقمة بصرفها فيما لا يحب الله ويرضاه
أخيرا
التسليم والرضى لكل ماقدره الله عزوجل لنا بل الاحساس بالفرح والسعادة لتدبير الله عزوجل لنا وتفويضنا الامور إليه لهو قمة حسن الظن بالله عزوجل
أما السخط والتضجر والقلق من أقدار الله تعالى لهو سوء ظن بالله عزوجل أعاذنا الله من هذا
قال صلى الله عليه وسلم ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله عز وجل إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط)
هذا والله أعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق